هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى في حب كبير العلماء العرب الدكتور أحمد زويل
شــــــــارك معنا فى بناء المنتدى .. لنشر ثقافة العلم و المعرفة
عزيزي الزائـــر / عزيزتي الزائرة .. بعد إتمام عملية التسجيل , يرجى الدخول لبريدكم الالكترونى لتفعيل حسابكم لكي تتمكنوا من كتابة ما تشاءون فى المنتدى و شكراً لكم
موضوع: أحمد المسلمانى يكتب: هيكل.. وقفة ثالثة مع الأستاذ الثلاثاء مارس 30, 2010 5:39 am
أحمد المسلمانى يكتب: هيكل.. وقفة ثالثة مع الأستاذ
كنت برفقة أصدقائى نتناول الغداء فى فندق إنتركونتيننتال أبوظبى، وكانت المائدة المجاورة أكثر هدوءاً ووقاراً مما نحن عليه. كان هناك رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير ورئيس الأركان الإماراتى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والصحفى الفلسطينى ناصر الدين النشاشيبى وآخرون.وكانوا وكنا ضمن حضور مؤتمر نظمه مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية قبل سنوات. قال لى النشاشيبى بعد نهاية الغداء: ما هذه الجلبة التى أحدثتها أنت وأصحابك فى المكان؟! إننى مندهش من جيلكم من الصحفيين والسياسيين.. أمامكم تونى بلير وكل أسرار حرب العراق وأنتم منشغلون بقائمة الطعام وثرثرات قتل الوقت. قلت للنشاشيبى: ولماذا لا تعتبر أداءنا غير الجاد هو موقف حاد من مجرم حرب لم يعد لديه ما يقوله غير تبرير الجريمة.. ألا ترى فى انشغالنا بأطباق السمك أكثر من اهتمامنا بوجود تونى بلير يمثل رأياً ورؤية؟ قال لى: هكذا أنتم أيها الأهراميون.. أخزتم عدوى هيكل بكاملها.. إذا فاتتكم الفرصة جعلتم لإخفاقكم مغزى وحكمة! وربما تذهب أنت إلى القاهرة وتكتب «كنت أتناول غدائى مع تونى بلير».. ولأن أحاديث الطعام بطبيعتها هائمة ومتقطعة فيمكنك أن تلصق بها ما تشاء. لم يرق لى ما قاله النشاشيبى لكنى فضلت أن استثمر هذه الدقائق مستمعاً على أن استهلكها مجادلاً.. وراح النشاشيبى إلى حيث يريد.. قال: لقد ذكرت لك موقفى من هيكل من قبل.. إنه لا يقول الحقيقة.. لقد كنت مدعوا فى عاصمة إسكندنافية مؤخراً.. وتناولت الغداء مع وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر.. وجاء ذكر هيكل، وقال لى كيسنجر: أنا مندهش مما يقوله هيكل.. إننا لم نلتق على أنفراد قط، كل ما حدث أن الرئيس السادات دعاه لحضور لقائى به لكن هيكل ذهب يكتب بلا توقف. ثم قال النشاشيبى: إن أستاذكم يهزأ بكم.. هو يعرف حدود علاقاتكم ونهاية معرفتكم.. لذا يتحدث فى يقين واثقاً من ضعف الآخرين.تعرفت على النشاشيبى للمرة الأولى فى حفل زفاف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وهو صحفى فلسطينى شهير عمل رئيساً لتحرير صحيفة الجمهورية فى زمن الرئيس جمال عبدالناصر، وكان ذا حظ لا يستحقه بالقطع فقد تم وضع اسمه مع اسم طه حسين على ترويسة الصحيفة، ويتحدث النشاشيبى باستمرار عن مكانته وعائلته وثرائه، وعن حماه رئيس الوزراء اللبنانى رياض الصلح وعن كونه زوج خالة الأمير المغربى مولاى هشام والأمير السعودى الوليد بن طلال.يكره النشاشيبى الأستاذ هيكل ويكره مصر كلها، وأنا بدورى أكره النشاشيبى شخصاً وفكراً.. وكلما تعمقت فى الحوار معه ازداد احتقارى لمجمل حياته وكامل مشروعه. يمثل النشاشيبى واحداً من مجموعة صحفية كانت ترى نفسها بالغة الامتياز والاقتدار، ولكنها لم تحظ بما كانت ترغب أن تحظى به.تكره
هذه المجموعة هيكل لأنها انطفأت تحت أضواء الأستاذ، ثم أنها اختفت تماماً حين أصبح الأستاذ خارج الأهرام بلا سطوة ولا سلطة.. لكنه بقى مشعاً على الورق ومضيئاً أمام الكاميرا.كان الأستاذ محظوظاً بأعدائه.. ذلك أنهم لم يتوقفوا عند دوره وفكره.. ولا عند ما رأى فى حينه أو ما رأى فيما بعد.. لكنهم جعلوه صراع أطفال فى مدرسة قبيل الطابور. حيث يتوجب توجيه كل اللكمات والشتائم دفعة واحدة قبل أن يضرب الجرس!انتصر الأستاذ لأنه كان يعمل فى أعلى وترك خصومه بعيداً عن السفح. فى المدرسة من يقول إنه لا يستحق المركز الأول وفيها من يقول إن الصدفة منحته ثقة الناظر فكان الدلال والبقاء.. وثمة من يقول إنه جمع أوراق الناظر وملفات المدرسة وضمن أن يروى وحده قصة كل تلميذ وأحداث كل فصل.(٤)هذه سطور من خارج السور.. حيث لا فصل ولا ناظر.. لا تلاميذ ولا مدرسة، هذه سطور خارج الحقد والكراهية.. سطور من جيل آخر.. لا نجاحات الأستاذ كانت ضدنا، ولا وثائقه الغنية كانت عنا، ولا انتصاراته الساحقة كانت علينا، هذه سطور من جيل يضع الحق فوق الموهبة.. والوطن فوق الشهرة.(٥)بدا لى فى أوقات عديدة أن الأستاذ هيكل هو الناصرى الأول فى بلادنا، وأن المشروع الصحفى والسياسى للأستاذ هو ظل المشروع الأكبر للزعيم.. وأن صوت جمال عبدالناصر إنما يجد صدى مطابقاً فى الأبعاد الأربعة.. طولاً وعرضاً وارتفاعاً وعمقاً فى صوت الأستاذ. أو أن الأمر أقرب لبعض مقولات العقيدة الدرزية من أن هناك إنساناً يجد صوته الكامل ماثلاً فى شخص آخر.. هذا الآخر الذى يعبر تماماً عن الأول.. يسميه المذهب الدرزى «الناطق».أقول: لقد بدا لى فى أحايين عدة أن الأستاذ هو «الناطق» للزعيم، وأن مشروع الأستاذ هو وضع الظلال والخطوط على مشروع الزعيم. ولقد ذكرنى ذلك بما كان عليه الشارحون الأوائل.. من شارحى سقراط إلى شارحى أفلاطون وأرسطو.. إلى ما أصبح عادة راسخة فى الثقافة العربية.. الشروح على المتون ثم الشروح على الشروح.كان ظنى فيما خلا من سنوات العمر أن الأستاذ هيكل هو الشارح الأكبر للرئيس جمال عبدالناصر.وأقول اليوم إننى لم أكن على صواب.. فلا الأستاذ صدى الزعيم، ولا هو الشارح الأكبر، ولا هو الحارس الأمين.. بل إنه شأن آخر.. تماماً. وإنى لأرى الأستاذ وقد صاغ «الهيكلية» نموذجاً مغايراً لـ«الناصرية».. ربما حدث بعض الالتقاء.. وربما كان هناك أكثر من وجه للشبه.. لكن الهيكلية باتت كيانا مستقلاً.. وربما شعر الأستاذ ولو لبعض الوقت أن «الناصرية» باتت عبئاً على «الهيكلية».(٦)اليوم..
وبعد أربعين سنة من وفاة الرئيس جمال عبدالناصر أجد «الهيكلية» وقد اتسعت، و«الناصرية» وقد ضمرت. وقفت «الناصرية» عند التاريخ وتجددت «الهيكلية» عند السياسة. ازدحمت الهيكلية بمؤسسة مرموقة وبعثات للدراسة والتدريب وزوار من كل مكان وصحف وفضائيات وطاقم رفيع من المساعدين والمؤيدين. ونضبت الناصرية من رموز التفكير ومن قادة العقل والرأى.. وباستثناء قلة من القابضين على الجمر.. ازدحمت طرقات الناصرية بأناس لا يعرفون من سيرة الزعيم الخالد إلا بعض معالم.. يجرى تعظيمها. بالانفعال والصراخ.اليوم.. وبعد أربعين عاماً من وفاة الرئيس جمال عبدالناصر.. يقرأ للأستاذ عشرات الآلاف ويشاهد الأستاذ عدة ملايين ويلاحق الأستاذ لفيف من النخبة والعامة الذين يشدّون إليه الرحال، ولكن الحزب الناصرى.. صوت جمال عبدالناصر، لا يسمعه أحد، ولا يزوره أحد، ولا ينجح من مرشحيه فى البرلمان أحد، ولا يقصد ندواته ومؤتمراته ونداءاته وأطروحاته.. أحد.أخفق الناصريون فى أن يجعلوا اسم الرئيس عبدالناصر كافياً، ورسخوا لدى الناس أن نجم شباك الناصرية.. أو مصدر الجذب الكبير للبيت الناصرى.. هو اسم وصورة الأستاذ.قال لى أحد كبار رجال الرئيس جمال عبدالناصر حين زرته فى منزله فى مصر الجديدة قبل سنوات.. أنا أعرف أن الأستاذ هيكل ليس معنا.. وأعرف أنه فى جميع الاختبارات والامتحانات كان ضدنا، لكن الحقيقة المؤلمة التى علينا نحن الناصريين أن نتقبلها: أن الأستاذ ليس بحاجة إلينا.. ولكننا فى حاجة إليه!(٧)اليوم..
وبعد أربعين سنة من وفاة الرئيس جمال عبدالناصر تحظى حركة حماس بتدليل
الأستاذ ويزور قادة حماس منزل الأستاذ.. ويخاصم الأستاذ حركة فتح ومنظمة التحرير.. وعلى الرغم من أن «فتح والمنظمة» من تراث الرئيس جمال عبدالناصر، وأن «حركة حماس» هى أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين التى ناهضت الرئيس عبدالناصر.. وناهضها نظام الرئيس عبدالناصر بدوره، فإنى أجد الأستاذ يمد الجسور مع حماس التى ازدادت ألقاً وحضوراً فى الشارع العربى.. ذلك أن «الهيكلية» أكثر مرونة من «الناصرية» فى التعامل مع المستجدات السياسية واللاعبين الجدد! لم يفكر الأستاذ فى حملة فكرية أو صحفية أو أخلاقية أو قومية لإعادة تصحيح حركة فتح، وقد كان شاهداً مع الزعيم الخالد على إطلاقها وانطلاقها.. ولكنه اختار الأسهل والأنفع لمشروعه المستقل.. أن يكون حليفاً للثوريين الجدد.المشهد ذاته مكرر فى لبنان.. اختار الأستاذ حزب الله حليفاً وصديقاً، يتحدث فى فخر مثير بلقائه بالسيد حسن نصر الله واتصاله به وسماعه منه كأن الأستاذ لم ير زعيماً من قبل ولم يلتق صانع تاريخ قط.. ورغم أن حزب الله هو حزب دينى يعادى بالضرورة المقولات الفكرية للناصرية.. ثم إن أنصاره فى لبنان منعوا رفع صور الرئيس عبدالناصر.. ولم يسمحوا إلا بصورة «السيد حسن» وحده فوق رايات الصمود والانتصار.. فإن الأستاذ قام بتوسيع الهيكلية لتشمل ثورية حزب الله الدينية ومرجعيتها التى تخالف تماماً القناعات الفلسفية للأستاذ.. وترك الناصرية وحدها عند بطولات الماضى ترفع رايات خجولة فى غير الزمان ولا المكان. كان الأولى بالأستاذ أن يضطلع بدور فى إعادة ترتيب البيت الناصرى فى لبنان، وفى
إنقاذ الفكر القومى العربى الذى صار «محشوراً» بين الأصولية والصهيونية.إنه الخيار الدائم للأستاذ: الصحافة فوق الرسالة.. وأضواء العرض والتحليل فوق أعباء الإصلاح والتجديد.. أو أن «صيت» الزعيم الصاعد أجدى من «صوت» الزعيم الخالد.(٨)تراجعت صورة عبدالناصر لصالح خالد مشعل وحسن نصر الله وأحمدى نجاد.. وأظهرت أحاديث وحوارات هيكل كأننا أمام أستاذ غير الأستاذ.. بدا إعجابه بجمال عبدالناصر قديماً وبارداً.. فيما بدا مشعاً متوهجاً فى إعجابه بأبطال جدد.. يقيمون بطولاتهم على جزء كبير من جثة البطولة الناصرية!لقد ترددت فى طرح ما أرى، ذلك أن الهيكيلة باتت أقوى من الناصرية، والمساحة الشاسعة التى يغطيها «الأستاذ» أكبر كثيرا من المساحة المتآكلة التى يغطيها «الزعيم» إن صحيفة «العربى» الناصرية تركت كثيرا ممن هاجموا «الزعيم» ولكنها لم تترك قط واحداً ممن هاجموا «الأستاذ».. ثم إن صحيفة «المصرى اليوم» الليبرالية ذات الإطار الرأسمالى تحمل فى الكثير من سياستها التحريرية ما يناهض الزعيم.. ولكنها فى مجمل سياستها التحريرية تحمى مقام الأستاذ. إن صحيفة «الشروق» التى تحمل فكرا ليبرالياً تعدديا وتنحاز فى سياستها التحريرية لمبادئ الرأسمالية يحمل مضمونها التحريرى وجهتى نظر فى الرئيس عبدالناصر لكنها لم تعرف فى الأستاذ هيكل إلا وجهة واحدة. وإن صحيفة «الدستور» التى تحظى بحيوية فائقة، وتذهب أحياناً فى اجتهاداتها البعيدة والجاذبة لما يتجاوز المعتاد وما وراء المعتاد.. إن «الدستور» تفتح باب الاجتهاد فى عبدالناصر وعصر عبدالناصر ولكنها تأتى عند الأستاذ وتغلق باب الاجتهاد.وإنى لأقف عند هذه الصحف الأربع.. فالأولى هى صوت عبدالناصر، والثلاث هى أكبر الصحف اليومية المستقلة فى البلاد. ولحسن الحظ فإن بينى وبين رؤساء التحرير وزملائى المحررين فيها رصيداً كبيراً من الود والتقدير.(١٠)أوجز القول فى تلك الوقفة الثالثة مع الأستاذ فى التالى:الأول: أن هناك مجالين سياسيين مختلفين هما «الناصرية» و«الهيكلية».. وغير صحيح- فى ملّتى واعتقادى- القول بأنهما مجال واحد.الثانى: أن «الهيكلية» استفادت من «الناصرية» حين كان عبدالناصر واحداً من قادة العالم فى السياسة ونجومه فى الإعلام ورموزه فى المبادئ.. ولمّا جاء زمان غير الزمان ونجوم غير النجوم، كان على «الهيكلية» أن توسع المسافة مع «الناصرية» إلى ما يقارب الانفصال.والثالث: أن «الهيكلية» سيطرت على المنابر اليسارية والليبرالية والإسلامية مجتمعة.. فيما بقيت «الناصرية» تصارع البقاء فى الثلث الأول بعد أن خسرت الثلثين الآخرين.والرابع: أن «الهيكلية» تمادت فى الانفصال، فبدأ الأستاذ فى توجيه ضربات موجعة لعصر عبدالناصر.. وفكر عبدالناصر..!وهذه وقفة أخرى
abobkr2006 عضو ذهبي
SMS :
عدد المساهمات : 166
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 22/04/1990
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
العمر : 34
موضوع: رد: أحمد المسلمانى يكتب: هيكل.. وقفة ثالثة مع الأستاذ الثلاثاء مارس 30, 2010 5:46 am